العدد رقم 43
صباح الخير ويومك سعيد 🌞
لن تكافئك الحياة على اجتهادك وتعبك!
في عالم يعج بالأنشطة والمشتتات، يعد فهم ثقافة الأولويات أمرًا هامًا للنمو الشخصي والمهني. أتحدث في هذه الرسالة عن الجوانب الأساسية لكيفية تحديد الأولويات وتأثيرها على حياتنا وعملنا.
القيمة المقدمة مقابل الجهد المبذول: في كثير من الأحيان، تكون مكافآت الحياة أكثر توافقًا مع القيمة التي نقدمها بدلاً من الجهد الذي نبذله. وهذا المفهوم يظهر بشكل كبير في المبدأ الاقتصادي لخلق القيمة value creation. وفي المقابل، يكافئنا الله سبحانه وتعالى على الجهد المبذول أو حتى بالنية الحسنة.
وبما أننا في نهاية العام وتجري الآن عمليات مراجعة الأداء بين المدراء والموظفين، فغالبًا لن يهتم مديرك فمقدار تعبك في إنجاز مهمة ما، بقد اهتمامه بأن المهمة أنجزت بالشكل المطلوب. فأصحاب الأعمال لا يكافؤون مندوبي المبيعات على جهدهم، بل تتم مكافئتهم على عمليات البيع التي يغلقونها. ولذلك يتردد كثيرًا في عالم الأعمال “إعمل بذكاء Work Smart not Hard”.
مصفوفة ايزنهاور: من الأخطاء الشائعة في إدارة الوقت هو الميل إلى التركيز على المهام غير العاجلة وغير المهمة، أو المهام العاجلة ولكن غير المهمة. وتؤدي هذه العادة إلى أسلوب عمل غير استراتيجي. إن اعتماد أطر عمل مثل مصفوفة أيزنهاور يمكن أن يكون تحويليًا، حيث يساعدنا على تصنيف المهام إلى عاجل/هام، وغير عاجل/هام، وعاجل/غير هام، وغير عاجل/غير هام. تضمن هذه الطريقة أننا نستثمر وقتنا في المهام التي تتوافق مع أهدافنا وقيمنا طويلة المدى. فالقيام أولًا بالهام والعاجل وجدولة الهام وغير العاجل والتوقف بشكل كلي عن المهام غير الهامة وغير العاجلة والتي من يقضي بعضنا الكثير من الوقت فيها.
تعريف النجاح في عملنا: أحد جوانب الإنتاجية الهامة والتي غالبًا ما يتم تجاهلها هو وجود تعريف واضح للنجاح. ما هي المؤشرات التي تدل على النجاح في أدوارنا؟ هل تلبي مقاييس أداء معينة أم تحقق الرضا الشخصي أم تساهم في تحقيق أهداف تنظيمية أوسع؟ إن تحديد معايير النجاح هذه يمكن أن يوفر الوضوح والتوجيه، مما يضمن أن جهودنا تساهم بشكل مفيد في تحقيق أهدافنا. وقد تتفاجأون بمقدار القادة الذي لا يوجد لديهم تعريف واضح للنجاح في عملهم.
قول لا: تعلم قول لا هو مهارة أساسية في ثقافة الأولويات. إنه تساعدنا على فهم حدودنا والتركيز على الالتزامات التي تتوافق مع قيمنا وأهدافنا وأوقاتنا. إن رفض المهام الأقل أهمية يمنحنا القدرة على قول نعم للفرص الأكثر أهمية. وعندما يعطيك مديرك أو أحدهم مهمة جديدة ولن تستطيع الالتزام بها قل لا. وإن كانت هذه المهمة ستؤثر على التزامك بمهام أخرى أطلب من مديرك تحديد أولوية تلك المهام لأن لا ينتهي بك المطاف أن لا تنجزها كلها.
أولوية للرفاهية الشخصية: وسط المسؤوليات المهنية والتوقعات المجتمعية، غالبًا ما تأخذ الرفاهية الشخصية مرتبة ثانوية. ومع ذلك، فإن إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية ليس أمرًا حيويًا لصحتنا فحسب، بل يعزز أيضًا كفاءتنا وفعاليتنا. إن استخدام ممارسات مثل اليقظة الذهنية والرياضة المنتظمة والراحة الكافية يمكن أن تؤثر بشكل عميق على قدرتنا على التعامل مع أولويات العمل بفعالية.
في الختام، فإن التنقل في ثقافة الأولويات يدور حول فهم التوازن بين القيمة والجهد، وإدارة مهامنا بفعالية، وتحديد ما يعنيه النجاح بالنسبة لنا وللمنظمة، والعناية برفاهيتنا، وإتقان فن الرفض. ومن خلال القيام بذلك، فإننا نهيئ أنفسنا لحياة ومهنة أكثر رضًا وإنتاجية.
سؤال الأسبوع:
كيف تعرف بأنك ناجح في عملك؟