العدد رقم 34: ما علاقة طلال مداح ومحمد عبده في قطاع الأعمال؟
العدد رقم 34
صباح الخير ويومك سعيد 🌞
الحيي يحييك والميت يزيدك غبن.
- مثل شعبي.
ما علاقة طلال مداح ومحمد عبده في قطاع الأعمال؟
لا يكاد أحد يذكر طلال مداح رحمه الله إلا ويذكر محمد عبده أو الشاعر جرير والفرزدق أو لاعب كرة القدم ماجد عبدالله وسامي الجابر أو شركة بيبسي وكوكاكولا. فلو لم يكن هناك طلال مداح لما كان محمد عبده ولو لم يكن جرير لما كان الفرزدق. فالثنائيات في النجاح سائدة جدًا في أي زمان أو مكان. فكثيرًا في قطاع الأعمال ما ينزعج المُلاك من المنافسة. ولكنهم قد لا يعلمون أن المنافسة ليست في صالح المستهلك فقط كما يشاع، ولكنها في صالح المتنافسين كذلك.
المنافسة بين جووجل وأبل على سبيل المثال كانت مفيدة بالطبع لنا كمستهلكين ولكنها في المقابل كانت مفيدة لهم كذلك. فمن خلال الرسم البياناني أدناه، يتضح لنا كيف تضاعفت مداخيل الشركتين بشكل كبيرخلال الوقت. وخلال هذا التنافس تطورت شركة أبل من شركة تبيع الهواتف والأجهزة إلى شركة دخلت القطاع المالي من خلال Apple Pay وقطاع الواقع المعزز وأجبرت جووجل على بناء نظام تشغيل Android وتطوير Google Pay.
بينما عندما كانت نوكيا متسيدة سوق الهواتف لم تتطور تلك الهواتف إلا بشكل هامشي حتى خرجت بشكل كلي تقريبًا من هذا السوق ولم تستفد الشركة ولا العملاء. وقد يكون أفضل ما حصل لشركة جووجل هو بناء أبل لهاتف الأيفون.
أما على الصعيد المحلي مثلًا فالمنافسة بين شركة زد وسلة تصب في مصلحة المستهلك وكذلك هي مفيدة لأسواق التجارة الإلكترونية ومفيدة للشركتين أيضًا. فالتطور الكبير الحاصل في منتجات كلتا الشركين نابع بشكل كبير من المنافسة فيما بينهم.
ولكن ماذا عن المنافسة في بيئات العمل؟ لا شك أن تلك المنافسة قد تتخذ العديد من الأشكال بين منافسات سلبية وتستهلك الكثير من الطاقة والوقت إلى منافسات صحية تنعكس بشكل كبير في مصلحة المنظمة والمتنافسين والعميل. وكمدير عندما يتميز لديك أحدهم أو إحداهن، لا تبدأ في مقارنة زملائهم بهم وخلق تنافس سلبي بينهم. ولكن هذه فرصة قد تعزز فيها التنافس الصحي بين الفريق للارتقاء بأداء الجميع. وذلك يكون عن طريق تعزيز أن العمل هو عمل فريق. ولا يوجد شخص ناجح يستطيع استبدال غيره من زملائه. ففريق العمل هو كفريق كرة القدم، فتميز حارس المرمى لا يلغي تميز المدافع أو المهاجم. فتميز أحدهم هو تميز للفريق ويدفع ببقية زملائهم إلى رفع مستوياتهم.
أما من وجهة نظرنا كموظفين، فاختيار المكان الذي يتعامل مع موظفيه كفريق وليس كأفراد سينعكس إيجابيًا على مستواك وعندما يكون هذا الفريق مميز ونشيط ومنجز، فهذا بالضرورة سينعكس عليك بشكل إيجابي. وكما قال المثل الشعبي، الحي، يحييك!
سؤال الأسبوع:
كيف لك أن تتخذ من المنافسة حافزًا لك لإنجاز المزيد؟ ومن تريد التنافس معه؟