العدد رقم 36: مسائلة إلكترنية!! ثم ماذا؟
العدد رقم 36
صباح الخير ويومك سعيد 🌞
من لانت كلمته وجبت محبته.
- مثل عربي.
مسائلة إلكترنية!! ثم ماذا؟
تصفحت قصة أحد الأصدقاء في سناب شات والذي كان مستاء جدًا من عمله السابق وطريقة تعاملهم معه، وقد وضع صورة لأحد رسائل البريد الإلكتروني التي تلقاها من الموارد البشرية بعنوان "مسائلة إلكترونية" تقول عزيزي الموظيف يوجد لديك تأخير دخول وخروج مبكر نأمل منكم تقديم مبررات التأخير قبل تاريخ … وبتوقيع "نظام الحضور والانصراف - المسائلات الإلكترونية".
ملاحظة: قمت بإزالة الألوان من الصورة للحفاظ على خصوصية المنظمة.
كانت رسالة بشعة من أكثر من جانب أود الحديث عنه في نشرة اليوم … الجانب الرئيس منها إنساني بالطبع وطريقة التواصل والتخاطر وجوانب قد تهم التقنيين في كيف أننا نقتل المشاعر بأتمتة بعض الأعمال.
عنوان الرسالة بحد ذاته يبعث على القلق "مسائلة إلكترونية" وبهذه الطريقة قامت المنظمة بوضع صديقي المسكين في قفص الاتهام بالتقصير وأن عليه تقديم المبررات في النظام. كل ذلك في عصر تعتمد كثير من الشركات والمنظمات العمل عن بعد كأحد وسائل رفع الإنتاجية وتخفيض التكاليف. لا أتصور كيف أن لجهة "مثل جهة صديقي" والتي أعرف أنها تبذل الكثير في استقطاب أفضل الكفاءات، لينتهي بهم الأمر بمسائلة إلكترونية ما أن يتأخر في أي يوم عن طريق رسالة تفتد أي مشاعر طيبة.
أما الجانب الآخرمن هذا المثال، فنحن كمختصي تقنية المعلومات نتجه إلى أنسنة الآلة. فما أن تسجل في أحد البرامج على الإنترنت على سبيل المثال حتى تتلقى رسالة ترحيبية من رئيسها التنفيذي وذلك بدلًا من الرسائل الترحيبية القديمة التي كانت تأتينا بلا صورة وبلا اسم. أصبحت الرسائل الآلية تنادينا بأسمائنا وتتحدث معنا بلغة بسيطة بدلًا من الطريقة الرسمية.
الجانب الجديد من القصة، انتقل صديقي إلى جهة جديدة للعمل لديهم منذ عدة أشهر. ولكن هذه المرة وصله بريد بعنوان "تذكير لمعالجة الغياب". لاحظتم الفرق؟ هي ليست مسائلة! والشركة هنا تفترض أنك نسيت معالجة أيام إجازتك أو أي تقصير صدر من الموظف. اللافت للنظر هنا كيف أن الرسالة وصياغتها توحي أن كاتبها شخص وليس آلة، فهي لغة بسيطة تشعرك بالأريحية. وأخيرًا تم توقيع البريد بفريق خدمات الموظفين وليس نظام الحضور والانصراف - المسائلة الإلكترونية.
نحن نعيش اليوم في عصر تتنافس خلاله المنظمات في استقطاب أفضل الكفاءات والحفاظ عليها. لا أقترح هنا التساهل أبدًا في الحضور والتزام الموظفين، ولكن المثال أعلاه أوضح التباين الكبير في التعامل مع نفس الحالة بين منظمتين كبيرتين. أما أصدقائي التقنيين، الرجاء أنسنة الآلة والكتابة بطريقة تبعث الراحة سواء كانت لمعالجة الغياب أو الحصول على خدمة أو تقديمها.
وأخيرًا صديقي صاحب القصة، الرجاء الالتزام أكثر بحضورك وانصرافك :-)
سؤال الأسبوع:
في المرة المقبلة التي ستعطي فيها أحدهم ملاحظة، كيف ستقولها؟