العدد رقم 37: كيف تُدير الموظفين فئة A؟
العدد رقم 37
صباح الخير ويومك سعيد 🌞
الأشياء العظيمة في المنظمة لا يقوم بها شخص. ولكن يقوم بها فريق من الأشخاص.
- ستيف جوبز.
كيف تدير الموظفين فئة A؟
لا شك في أن أي مدير يرغب أن يكون جميع موظفيه من فئة A. فمَن منّا لا يريد فريق منجز ويعتمد على نفسه ويقدم نتائج متقدمة دومًا؟ ولكن ما يجهله الكثير هو أن إدارة الأفراد فئة A ليس بالسهولة وقد تشكل تحديًا على بعض المدراء.
ولكن قبل المضي قدمًا، من هم الأفراد فئة A؟ وما هي مواصفاتهم؟
في الغالب هم أفراد متميزون جدًا في عملهم … يفكرون بطريقة مختلفة وإبداعية … لديهم صفات قيادية ويتحملون مسؤليات أكبر من نظرائهم في المنظمة. يتخطون التوقعات والمطلوب منهم باستمرار. فهم موظفين تستطيع الاعتماد عليهم. ولكن على الصعيد المقابل، لديهم بعض الصفات التي تجعل من إدارتهم أمرًا بالغ الصعوبة.
تستطيع استقطاب أفراد فئة A في المنظمة وتسطيع اقناعهم للانضمام إلى فريقك. ولكن من جرب العمل معهم يعلم أن الحفاظ عليهم وبقائهم معك أمرًا بالغ الصعوبة. هاؤلاء الأفراد يدركون أنهم فئة A ويعلمون كذلك أنهم أفضل من بقية الفريق، لذلك يرغبون في أن يكونوا محط الأنظار وأن يشعروا بالتقدير، مما قد يعطي إنطباعًا بأنهم متطلبين ولديهم استحقاق عالٍ. ولكن كل ما في الأمر أنهم يعلمون أنهم فئة A ويرغبون بأن يعاملوا كذلك.
بالإضافة إلى ما سبق، الأفراد فئة A يرغبون في العمل مع فرق أو منظمات يكثر بها المتميزون. فهم أفراد يحبون التحدِ وحل المشاكل الصعبة مع أفراد فئة A. وعلى سبيل المثال في دوري الأمير ﷴ بن سلمان لكرة القدم، وعندما حاولوا استقطاب نجوم كرة القدم العالميين كان الأمر صعبًا في البداية ولكن ما أن بدأ بعض النجوم في التسجيل أصبح من الأسهل استقطابهم ليلعبوا مع فرق يتمتع أفرادها بمستوًا عالٍ.
الأفراد فئة A يحتاجون إلى تحفيز بشكل مستمر، وإعطائهم مشكلات كبيرة لحلها أو مشاريع صعبة لإنجازها. فهم ملولين للغاية عندما تسند إليهم مشاريع ومشكلات تقليدية. إضافة إلى ذلك، فهم مزاجيين بعض الشيء. فحينما لا يرغبوا في العمل يومًا ما، فلن يعملوا! ولكنهم سيعوضون ذلك في يوم آخر. فهم يتوقعون مرونة كبيرة منك كقائد وتفهم لمزاجهم المتقلب بعض الشيء. إضافة إلى ما سبق، بالأفراد فئة A لديهم استحقاق عالٍ بعض الشيء ويسعون دائمًا إلى جذب الانتباه عبر تقديم عمل مميز والحصول على الإطراء سواء بشكل علني أو شخصي.
الأمر الآخر بشأن هؤلاء الأفراد، هو أنها حينهم تسوء الأمور في المنظمة أو لا تكون الرؤية واضحة فسيُعبّرون عن امتعاضهم ومن ثم سيرحلوا بصمت. وعندما يحدث ذلك، سيرحل بعدهم الأفراد فئة B ولن يتبقى لديك إلا الأفراد فئة C.
لذلك كقائد ومدير، وفر لهم مشكلات مثيرة للاهتمام لحلها أو مشاريع معقدة. أعطهم المساحة للعمل بالطريقة التي تناسبهم -دون أن يؤثر على الأنظمة في المنظمة أو زملائهم-. قدم لهم النصح والإرشاد بشكل مستمر واشكرهم على إنجازاتهم. وأدناه بعض النصائح للتعامل معهم، فهم ورقتك الرابحة:
أوضح لهم رؤيتك ورؤية المنظمة وكيف تريد أن تكون الأمور. فهم يحتاجون معرفة التوجه والإيمان به، قبل إخراج أفضل ما لديهم.
وفر لهم مشكلات مثيرة للاهتمام لحلها والتعلم منها.
شجعهم على التعلم الذاتي وتطبيق ما تعلموه في أعمالهم.
أعطهم الثقة وبعض الحرية في العمل.
تأكد من أنهم لا يعملون أكثر من اللازم. فهؤلاء الأفراد من السهل لهم العمل بشكل كبير ونسيان حيتهم الشخصية.
خطط وتحوط لبعض عيوبهم. فقد يفرطوا بالثقة بأنفسهم بعض الأحيان مما يحد من القدرة على إنجاز مهاهم في الوقت المحدد. أو يقومون بالعمل بشكل فردي دون الفريق. كقائد لا تريد إرضاء موظف فئة A على حساب باقي الفريق. فاحرص على خلق بعض التوازن.
هيئهم للقيادة، فهم قادة بالفطرة. ساعدهم على أن يقوموا بتوجيه وإرشاد موظفين آخرين من الممكن أن يكونون فئة A مستقبلًا.
خطط للبديل. فصدقني حينما يرحل الموظف فئة A سيخلف مكانه فراغًا لن يُسد بسهولة.
وخلال هذه المقالة تحدثت بشكل كبير عن الموظفين فئة A ولا يعني ذلك التقليل من غيرهم من زملائهم المنتجين في المنظمة. ولكن هؤلاء الأفراد يحتاجون إلى التعامل بشكل مختلف نوعًا ما كقائد. ولعل من المثير للاهتمام أن كثير من صفات فئة A تنطبق بشكل كبير على فئة D فهم واثقون من أنفسهم جدًا ومتحدثين رائعين إلا أنهم لا ينجزون. ولذلك بعض المدراء والقادة يستقطب الموظفين فئة D ويقومون بترقيتهم في المنظمة ظنًا منهم أنهم فئة A.
سؤال الأسبوع:
أين تصنف نفسك؟ (A, B, C, or D)؟