بناء الفريق ليس بالطريقة التي تظن!!
العدد رقم 48
صباح الخير ويومك سعيد 🌞
بناء الفريق ليس بالطريقة التي تظن!!
في المنافسة الحادة بين الأعمال، يكمن سر الفريق الناجح ليس فقط في المعرفة التي يمتلكها الأفراد، بل في موقفهم تجاه التحديات التي تواجههم بشكل مستمر. هذا المنهج بالغ الأهمية خاصة في الأدوار التي تطلب الابتكار والمرونة.
كثير من القادة ومسؤولي الموارد البشرية يخوضون في النقاش الدائم هل نوظف بناء على السلوك وشخصية المرشح أو معرفته في المجال المطلوب. ولا شك أنه من الأفضل دائمًا أن يكون ذو معرفة عالية وشخصية متميزة ولكن هذا قد لا يكون متاح لنا بشكل دائم.
ومن الأخطاء الشائعة التي يقوم بها بعض المدراء الجديد هي الحرص على استقطاب الأشخاص ذوو المعرفة العالية في المجال كأن يكون مبرمج ماهر أو شخص ذو معرفة كبيرة في مجال إدارة المشاريع وحافظًا لكل تعريفاتها وحاصلًا على الشهادات العلمية ويغفل بشكل كبير عن شخصية المرشح.
لماذا الشخصية مهمة؟
لعله ليس من المفاجئ لكم أن زملائنا الأفضل في مقاعد الدراسة ليسو هم الأفضل في مجال العمل ولم يحققوا النجاح الذي كانوا يحققونه في التعليم.
أول عامل في الشخصية يجب التنبه له هو وجود المهارات الشخصية اللازمة لوظيفة معينة. مثلًا على مدير المشروع أو مدير المنتجات أن يتمتع بشخصية قادرة على التواصل بشكل فعّال والقدرة على التحليل المنطقي.
أما العامل الآخر في الشخصية هي توافق المرشح مع زملائه في العمل ومديره. هل هناك توافق فكري بينهم. وهل شخصية المرشح تستطيع الإندماج في بيئة العمل وثقافتها. ففي بيئة عمل المصانع، يتطلب من الموظف اتباع حرفي للسياسات والإجراءات لضمان الجودة وسلامة العاملين ولن يكون موظف ابتكاري يحب تحدي الوضع الراهن أفضل مرشح لمثل هذه الوظائف.
أما في بيئة العمل التي يتطلب فيها التغيير وتحويل المنظمة، سيكون أفضل المرشحين ممن يتمتعون بعقلية النمو والرغبة في التطوير.
ولعل أهم ما يزيد من تعقيد هذه المشكلة هو غياب كبير للمهارات السلوكية في إجراءات التوظيف والتركيز بشكل كامل تقريبًا على المعرفة والخبرات السابقة في مجال العمل. فجدير بالذكر أن السلوك وإن كان ممكن تغييره فهو أصعب بكثير من الجهد الذي ستبذله في تطوير مهارات الموظف المعرفية.
باختصار، إعطاء الأولوية للسلوك في عمليات التوظيف يجهز المنظمات بقوة عامِلة ليست ماهرة فحسب، بل متماسكة ومرنة أيضاً، مما يضمن النمو المستدام والابتكار. هذا التركيز الاستراتيجي على السلوك أكثر من مجرد المعرفة، فهو حجر الزاوية في بناء فرق قادرة على التنقل في تعقيدات عالم الأعمال اليوم.