العدد رقم 49
صباح الخير ويومك سعيد 🌞
من رد الفعل إلى الفعل ... تحكم في حياتك
لا شك أن محيطك وبيئتك ومن حولك لهم الأثر الكبير في حياتك ومجرياتها. ولكن ذلك لا يعني إطلاقًا أنها قدرك. ففي كتاب العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية لستيفن كوفي تحدث فيه الكاتب عن العادات السبع التي درسها وميزت الأشخاص الأكثر فعالية عن غيرهم. وكانت العادة الأولى في البحث “المبادرة” أو الاستباقية.
أن نكون استباقيين يعني أخذ زمام المبادرة والمسؤولية عن حياتنا. على عكس الأشخاص المتفاعلين الذين يلومون الآخرين أو الظروف على الصعوبات التي يواجهونها، يركز الأفراد الاستباقيون على الأشياء الخاضعة لسيطرتهم، ويمتلكون القدرة على اختيار استجابتهم لأي موقف.
وتتكون المبادرة حسب ستيفن كوفي من شقين أساسيين يعمل عليها الأشخاص الأكثر فعالية هما:
المسؤولية: وهي قدرتنا على الاعتراف بأن قراراتنا وردود فعلنا تعود إلينا، ولا تحددها عوامل خارجية.
دائرة التأثير: يركز الأشخاص المبادرون جهودهم على المجالات التي يمكنهم التأثير فيها، بدلاً من القلق بشأن ما هو خارج عن سيطرتهم.
وكثيرًا ما يُساء تعريف المسؤولية والتقليل من حجم دائرة التأثير التي يمتلكها أي شخص. ففي الغالب نمتلك دائرة تأثير أكبر مما نعتقد بكثير. فيخطئ الكثير بالأعتقاد بأن رؤية 2030 تختص بالمملكة العربية السعودية فقط. بل أن سمو ولي العهد تحدث في أكثر من مناسبة أنه يهدف إلى أن تتطور المنطقة بالكامل بما أسماها بأوروبا الجديدة.
وكُنت قد زرت مقر شركة Google في العام 2019 في سان فرانسيسكو ورأيت بعض العبارات هناك منها:
إذا لم يستطع المستخدم كتابة الكلمة بالشكل الصحيح فهي مشكلتنا.
كيف يمكن لمستخدم يكتب بمشاكل إملائية أن تكون مشكلة Google؟ فالشركة نظرت للمشكلة بشكل مختلف، فعندما يكتب المستخدم بشكل خاطئ فلن يحصل على النتيجة التي يريد ومن ثم لن يستخدم محرك بالبحث لاحقًا. ولكن كيف لشركة Google أن تكون مبادرة وتتحمل المسؤولية؟
قامت الشركة بعمل التصحيح الآلي واقتراح الكلمة الصحيحة للمستخدم وإظهار نتائج البحث وبذلك المستخدم وجد ما يريد والشركة حققها مطلبها.
إذا لم يستطع المستخدم قراءة إحدى اللغات فهي مشكلتنا.
إما إذا كانت المشكلة أكبر، وقد وجد محرك البحث نتائج ممتاز باللغة الأسبانية مثلًا والمستخدم لا يتحدثها. فالتفكير الأولي هو أنها مشكلة المستخدم بالطبع. ولكن الشركة قالت أنها مشكلتهم وعلى ضوء ذلك قاموا بالعمل على مترجم جووجل والذي أتاح ترجمة مواقع بالكامل بين العديد من اللغات.
تحمل المسؤولية والتأثير على الآخرين صفة يمتاز بها الأشخاص الفاعلين على الدوام.
أن تكون استباقيًا هو حجر الزاوية في الفعالية. يتعلق الأمر بالسيطرة وقبول المسؤولية والتركيز على ما يهم حقًا. ومن خلال دمج هذه العادة في حياتنا اليومية، فإننا نمهد الطريق لتطوير شخصي ومهني كبير. دعونا نختار أن نكون استباقيين، بدءًا من اليوم.
"إذا كنت استباقيًا، فإنك تركز على الاستعداد. إذا كنت متفاعلًا، فسينتهي بك الأمر بالتركيز على الإصلاح.”
-John C. Maxwell
شكرًا على توضيح نقطة الشخص المبادر بطريقة فعالة
اشتركت في النشر والشكر موصول لأخي مهند السبيعي لمشاركته العدد معنا
قراءة ممتعة ونشرة فعلا مفيدة. أعجبني المثال المقدم من شركة جوجل في الاستباق. واصل نشر الوعي اخي طلال